حيآة قصيرة لكننا أرتوينا من معانيها حتى أكتفينا ..
أكتفينا من القسوة والألم بقدر ما أكتفينا بالأمل والحب .. أكتفينا من الكذب والخداع بقدر ما أكتفينا من الصدق .. أكتفينا من الحرمان والفقدان بقدر مآ أكتفينا ...... لن أطيل .. لن أطيل .. لن أطيل ..
فنحن في هذه الحيآة نتجرع من المعاني الإليمة بقدر ما نتجرع من المعاني الحسنة .. لكننا لآ ندرك ما حيآتنا لآ نقف على أعتابها .. لكي نتدبرهآ ..
سأطرح نموذج حقيقة من الحيآة ولن أذهب بعيداً من خواطري التي كتبت في لحظات مضت في حياتنا الحقيقة :
وهذه قصة خالتي أم علي .. في مدرستي .. ترويها لي .. كنت أعيش برغد كالملوك وحين توفي زوجي قبل 38 سنة .. تحول الرغد إلى فقر لآ أحد يعولني .. ولي 9 أبناء أكبرهم لم يتجاوز 18 من عمره .. لا أدري ما أطعمهم .. كيف أسعده بل كيف سيتعلون .. ومن أين المال .. فتركت ولدي الأكبرالدراسة وأصبح يعمل بأجر لآ بأس به .. أصبحنا نأكل الخبز اليابس بدلآ من المرقوق ونشرب الماء بدلا من البن ..!! لكن جسده لم يقاوم المشي من بيتي الى عمله .. لضعف صحته .. فقرر التخيل من العمل !! بكيت كثير وقمت ليلتي أدعوا من لي وللأيتام غيره .. سبحانه .. وعند الصباح طرق الباب شخصاً لآ أعرفه قدم لي بقر وسيارة لأبني .. عيشنا بألم وفقر لآ يعلمه إلا الله .. والآن بعد كل هذا الشقاء أرى أبنائي أطباء ومدرسين وحملة الماجستير .. والآن بدل البقر والخبز اليابس مزرعة وحدائق غناء والحمدلله .. ونعم لآ يعلمها إلآ الله .. ............................................ وأذكر موقف حصل لأخي في أثناء عاصفة الأسهم التي أثارت صدمة كثيرين هنا .. عندما شارك بالأسهم وربح بها أموالاً جما .. عاش بفرح وأصبح يخطط للمستقبل .. وأدخر نصف المال وطمع بالمزيد.. فدخل في سوق الأسهم .. لكن بدلآ من الربح أتت الخسارة والصدمة .. بغض النظر عن تضيع الوقت .. بها .. فبقدر صدمته بالفرح صدم بالحزن ..!! ............................................. حين تخرجث من الثانوية العامة بنسبة عالية ولله الحمد وأجتزت أختبار القدرات والتحصيل بنسبة عالية .. بينت الأماني والأحلام وأحسست أن فجراً مشرق ينتظرني وأن هناك من ينادي لأنقاذهـ .. رسمت حلمي طريق تكسوه الورود والخضرة بلآ عتبات أو أشواك وسماء صافية بلآ غيوم أو عواصف ولم أدرك أن الله يريد لي الإبتلآء .. قدمت أوراقي للجامعة ولكي أمل أن أقبل بقسم أنظمة لأنني بغباء مني قلت في نفسي : ما دام القسم موجود فإن شاء الله سيتم قبولي فيه ومن يمنعني عنه !! لكن مصيبتي الكبرى أنني قبلت بقسم سنة تحضيرية رغبة والدتي .. لم أحبه أبداً ولم أستطع تقبله أهدم حلمي لأجله أغير طريقي إلى طب !! لم أقتنع أبداً لماَ يقال لي من أهانات وتذمرات .. تجرعت الألم في كل ليلة .. نسبة عالية لمآذا ! يتم قبول من هم أقل مني معدل..! أليس هذا الظلم بعينه .. لآ أريد واسطة فنسبتي تؤهلني للقبول .. .. لكني قدمت أوراقي طالبة تغير قسم ولم يتم قبولي للأسف تحطمت كثيراً وأجتاح اليأس والألم قلبي ..! سنة كاملة محطمة متألمة كثيراً وليس لي غير ربي أليس هو الذي إبتلآء عبادة ليتجأو إليه .. الأمل ضعيف لكني تمسكت به لأني واثقة أن الله أقوى من كل شيء .. وفي لحظة تصفحي للنت قرأت عن منحة خادم الحرمين حفظه الله .. للكليات الأهلية .. أحسست أن الفرصة قدمت إلي فمآ أجملها من لحظة .. ذهبت إلى الجامعة لسحب أوراقي وهناك قابلتني أحدى الزميلآت تحاول أقناعي بالقسم وأن لآ أسحب ملفي .. لكني أصررت بقولي .. أن الله يختبر صدقي لهذا الحلم الكبير .. وأريد أن أثبت للجميع أن أريده والله يفعل ما يريد بي .. وحين وصلتي لموظفة الشؤون وأخذت نموذج تحويل إلى خارج الجامعة .. وعدت إلى منزلي متفآئلة وقد تم قبولي بالمنحة .. لكن أرادت الله فوق كل شيء .. أتصل بي أحد أقاربي أنتظري عزيزتي فلقد حدثت العميد وتأسف لحالك ووعدتني انه سيتم قبول تحويلك بإذن الله ..انتظري فرغبتك الغريبة ستحقق بإذن الله ...!! هنا عذبت بالأمل بقدر ما عذبت بالحرمان والظلم .. .................................................. .............. في هذه الكلمات .. وهذه التأملآت أدركت أن الدنيا تعطي بقدر ما تحرم .. والغد بإذن الله سيكون أفضل .. ما دام الله هو ما تكفل بنا وبحوائجنا .. لكننا نقف على الألم ونعطيه قدراً أكبر .. دون نقف أو نتأمل لمـــــــــــآذا !! أليس في ذلك عدل من الله ورحمة بعبادهـ !!؟؟ أترك لأخوتي الجواب ..
